جاري التحميل...

قصة أغنية قاومت الرقابة وخلدها التاريخ

الجسرة الإخبارية
الخميس 29 مايو 2025

في مكان ما خارج حدود الوطن، وقف رجل وحيدا تحت سماء غريبة، يتأمل المسافات الشاسعة التي تفصله عن أرضه الحبيبة.

كان الحنين يعتصر قلبه كعادة كل مغترب، لكن هذه المرة كان مختلفا، هذه المرة، ستولد من ألم الفراق أغنية ستصبح ترنيمة وطنية خالدة.

بدأت الحكاية قبل 4 عقود، حين ردد الشاعر عبدالله الحمادي بعفوية جملة واحدة: "الله يا عمري قطر".

لم يكن يعلم أن هذه الكلمات البسيطة ستصطدم بجدار الرقابة الصلب، وأنها ستحتاج إلى معركة حقيقية قبل أن تجد طريقها إلى قلوب الناس.

من السودان إلى الدوحة، سافرت كلمات القصيدة عبر 3 دول قبل أن تكتمل، من خلال قصتنا ستقف على هذه الرحلة الاستثنائية، وكيف تحولت عبارة عفوية إلى عمل فني واجه تحديا لم يتوقعه أحد.

عندما التقى النص بالموسيقار عبد العزيز ناصر وصوت محمد الساعي الراحل، ولدت الأغنية كاملة. لكن المفاجأة كانت في انتظارها. لجنة الرقابة وقفت في وجهها، متحفظة على أسلوب الغزل في الوطن بدلا من الكتابة بروح الحماس والقوة المعتادة.

"أُجيزت الأغنية بدرجة أقل من المتوسط بعد صراع مع اللجنة"، هكذا وصف الحمادي تلك المعركة الصامتة.

لكن ما لم تدركه الرقابة أن القطريين كانوا يحبون هذا السلام الشاعري، وأن كلمات الحب الهادئة أقوى أحيانا من صرخات الحماس.

اليوم وبعد مرور عقود، تتردد "وردة عطر وردة ما تتعطر.. الله يا عمري قطر" على كل لسان قطري، لتبقى شاهدة على قوة الكلمة الصادقة في التعبير عن حب الوطن بأسلوب صادق ومؤثر.

شاهد المزيد من القصص